التفكك الأسري.. مصطلح مخيف للكثيرين، وهاجس مرعب لمن يعيش في تجربة طلاق أو يفكر في ذلك بشكل خاص.
هل حقاً ما ينتج من الطلاق تفكك أسري؟
وما هي النتائج من ذلك؟
ما سلبيات ذلك؟
وما الميزات؟ نعم الميزات!
هذه هي التساؤلات ينبغي الاجابة عليها من كل من يفكر في (التفكك الأسري)
التفكير في المجهول من الأمور التي تثير مخاوف العقل لأنه يبني على الماضي ولا يعرف احتمالات المستقبل.
ببني على الماضي من قصص عاشها صاحبها أو سمع عنها أو رآها حوله كنمط في المجتمع (بسبب برمجة عادات غالباً أو تقليد لقلة الخبرة ولا دخل لمستوى التعليم في ذلك!)
ولا يعرف احتمالات المستقبل اللا متناهية، والتي يختارها صاحبها بنية وعمل ليجعلها جزءاً من عالمه.
نعم الطلاق والانفصال عن أي علاقة يعني تفكك، لكنه ليس شرطاً أن يكون تفككاً سيئاً!
تفكك لأسباب المشاكل
تفكك للزيف
تفكك للألم النفسي والعاطفي وربما الجسدي
تفكك لنتائج وصدمات ليست مرغوبة في شخصيات الأطفال بسبب علاقات مستنزفة لكل الأطراف ومؤذية للجميع خصوصاً الطفل الذي يدعي أهله بأن الطلاق سيشتت شمله مع أنه فرصة له لعيش حياة أكثر هدوءا بدلاً من الخصام والصراع اليومي.
وجود والدين مختلفين أمر وارد، لكن وجود الاحترام في الاختلاف في بيئتنا أمر غير منتشر! ويكاد يكون نادراً!
الاختلاف عندنا عادة يعني الخلاف، وقد يضاف له الصراع واثبات وجهة نظر الأقوى وجر القوي لبقية الأطراف على هواه!
أو استمرار المناوشات والصراخ والبكاء.
هل هذه بيئة آمنة لطفل كي ينمو بصحة نفسية؟
هل وجود الوالدين حوله فيزيائياً هو ما يمنع التفكك الأسري؟
كم من عائلة متعددة الأفراد يعيش أعضاؤها تحت سقف واحد ولا يدري أحدهم عن الآخر شيئاً؟
كم من عائلة متفرقة في عدة دول وكل منهم يعرف عن الآخر ويتواصل معه بحب واحترام حتى لو كانت الفترات ممتدة ومتباعدة؟
أيهما التفكك؟
وأي الأفراد أكثر تماسكاً وحباً؟
في مجتمعنا نحتاج لتغيير مصطلحات كثيرة واعادة تعريفها لأن ما ينتشر عنها وبسببها كوارث اجتماعية تسبب نتائج مؤلمة لكل الأطراف!
بناء العلاقات اختيار، والانفصال أيضاً اختيار.
وكل اختيار في الحياة له أسبابه ومقوماته
بعض اختياراتنا كالانفصال، موجعة لكنها أفضل من استمرار في دوائر الألم واعادة السيناريوهات لنهاية العمر!
وهي بدايات، فكل نهاية اعلان لبداية جديدة!
ليس كل طلاق أو انفصال شر وخيبة كما تبرمج أفراد مجتمعنا، بل إن بعضها بركة وبوابة خير، حتى لو كان الطرفان رائعين فقد قررا الانفصال لخير ما.
تربية الطفل بين والدين منفصلين في جو يعمه الهدوء بدل ازعاج مشاكلها أفضل؟ أم تربيته بين نيران حربهما التي يعدان فيها لبعضهما اسوء ما عندهما لينتصر أحدهما أو ينتقم كما يقول؟
أهم مسؤوليات الأهل هي تقديم أفضل خيارات التعليم لأطفالهم، وتوفير بيئة آمنة تسمح لهم بالنمو الصحي نفسياً وجسدياً ومشاعرياً.
تريد الانفصال أو الاستمرار كلاهما لك خيار.. لكن قبل أن تقرر ضع في حسبانك من يتبعك في هذا القرار ومن ينتفع أو يتضرر منه.
ضع نفسك في مكان أطفالك واصدق ذاتك، أي مكان وبيئة وظروف تناسب لعيشهم، ما الأفضل حقاً لهم، وابعد نفسك عن برمجة أن الطلاق أبغض الحلال! وبرمجة التفكك الأسري!
من الملاحظ أن المتنمرين والمضطهدين والضائعين في الحياة من الأطفال والمراهقين وربما البالغين (ممن يعشون ذلك بسبب صدمات حصلت لهم)
والذي يصل بهم الحال للجريمة أحياناً هم ضحايا اهمال الأهل سواء بطلاق أو غيره، فليسوا كلهم ضحايا الطلاق.
إذا كان كل طفل لوالدين منفصلين هو ضحية طلاق، لم نجد الكثير من المبدعين يعلنون أن تربيتهم كانت على يد شخص واحد؟ لم الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم ليسوا ضحايا أيضاً؟
أفهم أن وجود الوالدين بعيداً عن بعضهما هو تحدٍ كبير، للوالدين العاقلين العادلين في تربية أطفالهم.
وأعرف بأنه قد يكون الطلاق بين البعض حرباً ضروساً وقود نارها الايقو وسوء الخلق والتسلط والسيطرة واختيار الانتقام من بعضهما أحياناً بسلاح بريء ومظلوم وهو الأطفال!! كضربهم وتعذيبهم وتفعيل وضع الحرمان تجاه الطرف الآخر منهم، وملأ عقولهم بكلام خاطيء وسيء عن أحدهم!!!
عذراً في هذه الحالة تحديداً الوالدين أو أحدهما هم الأكثر سذاجة والأقل عقلاً حتى من أطفالهم، ونتائج ما يفعلون سيكون عليهم وعلى ضحاياهم وليس ضحايا الطلاق الذي اتهم زوراً وجعل شماعة لتقصيرهم واهمالهم وأخطاءهم وخياراتهم البالية، تماماً كما جعل الشيطان سبباً لكل خطايا البشر وكأن الاختيار ليس ما سنحاسب عليه!
لو أن الطلاق مجرم ويخلف ضحايا، إذاً أنا ضحية لكن سعيدة ومرتاحة وعشت باتزان عاطفي بعد انفصال والدي!
هل أنا فعلاً ضحية؟!!
كن واعياً لوضعك
حكيماً في اختياراتك
عادلاً مع أطفالك
فاضلاً تجاه الطرف الآخر حتى وإن قصر لأنك ستترفع عن الكثير من السوء بذلك
كن صادقا مع ذاتك
ثم اختر
#شيرا_تويتس
#حب_البنات
#إشراق_حريب