يتعجب كثير من الرجال من فكرة أن البنت تطلب الارتباط بعد التعارف، وهذا الموقف أعده من أبرز المواقف للاختلاف الطبيعي بين الرجل والمرأة في التفكير.
الرجل يظن أن المرأة تفكر بطريقته، وهي أيضًا تظن بأنه على طريقتها.
هذا الاختلاف الطبيعي -غير المعترف به من الطرفين- سبب لمشاكل كثيرة بينهما.
كما ذكرت سابقًا في المقال السابق، بأن الفتاة تبدأ بالتفكير بالثوب الأبيض والبيت والأطفال، بمجرد اعجابها برجل ما، خاصة لو كان بينهما تفاعل لطيف في علاقة ما، قد تكون عابرة!
لأن هذا هو هدفها الرئيسي _على الأغلب- من العلاقة بالرجل، الزواج.
بينما الرجل يتحير من اندفاعها هذا، ويظن بأنها سطحية أو مبالغة وربما ساذجة، إذا ما توجهت مباشرة لهذا الاحتمال معه.
لعدم تكرار الكلام ذكرت بعض الأسباب لتفكيرها هذا في المقال السابق.
من جانب الرجل، فهو عادة ما يبدأ علاقة مع أمرأة لأجل التسلية، أو استكشاف عالم النساء، أو إضافة رقم جديد لرصيد علاقاته النسائية ليتباهى بها مع أقرانه، أو أنه يكون معها بهدف واضح متزن كالعمل مثلًا، ولأن طريقة اختياره للمرأة التي يريدها زوجة له تختلف عن فكر المرأة، فهو يتعجب من فكرها.
هي تريد زوجًا مباشرة، وهو يريد أمورًا غير الارتباط قبل أن يكون زوجًا، وهذا منطقي جدًا إذا ما فهمنا كيف يتصرف كل منهما مع الحياة.
ملاحظة:
ليس هدفي من المقالة تصحيح تصرف أحد، أو لومه، هي فقط للفهم والتفكر.
الرجل يربط العمل بحياته وقيمته فيها، ففطرته تقوم على العطاء المادي، ومنه المال والحماية لمن هو مسؤول عنهم.
جانب آخر يراه الرجل، وهو التزامه بقانون الجماعة التي يعيش معها، كالاعتياد على موضوع الخطوبة التقليدية، أو التفكير بتكوين الذات ماليًا ثم طلب يد فتاة بشروط معينة عنده أو عند من يتكفل بخطبتها له.
أما المرأة بطبيعتها تغذي البيت بالحب والحنان وعطاءها مشاعري وحدسي وهذا ما يروي أنوثتها، حتى لو كانت تعمل. عمل
المرأة بالعادة خارج المنزل يهدف لتلبية الاحتياجات المنزلية عند غياب الرجل، أو عدم كفاءته، أو مساعدةً له، والعمل عندها يندرج تحت تصنيف المتعة وربما الرفاهية في حال كان الرجل في حياتها قائمًا بدوره. بدليل أن معظم النساء لو توفر لها رجل مقتدر، ستعمل فقط -هذا إن عملت- لأجل أن تستمتع بما تحب، وربما تكتفي بما تحبه بعيدًا عن عالم العمل.
وباعتبار بأنها شاعرية أكثر -وهي من تُطلب عادة- فهي تتحرك من هكذا أفكار وخيالات، وتظن بأن الرجل يبادلها نفس الفكر، وبالتالي سيفهم تصرفها في حال تحدثت معه عن الزواج، أو خططت له، لكن ذلك ما لا يحدث.
كون الرجل يعمل ليبني أولًا، يجعله متعجبًا ممن تريده للارتباط بلا بناء وتعتقد بأن الشعور أهم الأسباب، وهي تتعجب بأنه يتزوج بلا مشاعر لأنها تظن بأن هذه هي أهدافه (مثلها)، خصوصًا أن معظم من يفكر هكذا تفكير تم غسل دماغه بالمسلسلات والأغاني والأفلام التي صورت الحب والزواج بصور لا تشبه حقيقتها ولا تعني جزءًا كبيرًا منها.
نعم، هناك حب، وبيوت عدة بنيت عليه، أو الحب من بناها، لكن ليس بالطريقة التي تنتشر بين الفتيات، بدليل معاناتهن في قصصهن التي تنتهي بما لا يردن، ثم يُلام الحب!
الرجل عادة في قصص الغراميات التي تتسم بالآلام والأحزان متغذي على مشاعر الفتاة، فيطلب منها الشعور والدعم والتشجيع وربما التعويض عن امرأة أخرى قبلها أو أمه!
قد يكون دنجوان يبحث عن وجوه جديدة، وربما يكون مستغلًا للمال أو الجسد، وفي أحسن الأحوال فتى ضعيف الشخصية يطلب منها أن تكون أكثر رجولة، ويتحجج بالظروف وقسوة الأهل بدلًا من تحمله لما يريد ويختار، ويعلق بذلك من يحبها معه بأنانية ويضيع وقتها وغيره، ثم يرضخ لظروفه ويتركها لتلوم الحب ويتعذر به!
من المهم التأكيد علىأن المحب محترم ، لن يضعك في تلك المواقف لأنه يفهم الحب حقًا، سيقدم بعزم ويحظى بمحبوبته، أو يتركها باحترام ووضوح وصدق.
أعيدوا تعريف الحب، وافهموه وابحثوا عنه وعن معانيه ودلالاته، وصفوا الفكر الموروث المتناقل من مواقف حولكم أو من شاشاتكم، فليس كل ما نفكر فيه لنا، خصوصًا إن لم نختره عن وعي واختيار يقظ.
#إشراق_حريب
#حب_البنات