أعتيد على ترديد أن الرجل عقلاني.. منطقي، وعلى مدى عصور تم تهميش عواطفه أو تحقيرها، مع أنه يظل انسانًا.
هذا الملاحظ في كثير من المجتمعات إن لم نقل كلها!
على الرجل أن يكون قويًا، وبالتالي لا ينبغي لمشاعره أن تظهر أو تعلن عن وجودها، لأن من يقتنع بذلك وضع المشاعر في قائمة الضعف، وهذا ما ينافي الرجولة عنده!
الرجل عاطفي والمرأة عقلانية..
نعم أكرر: الرجل عاطفي والمرأة عقلانية، وكذلك هو عقلاني وهي عاطفية.
ببساطة لأن كلاهما بشر يفكران ويشعران.
(حلقة كاملة عن الموضوع بتفصيل، من حلقات بودكاست إشراقات؟ آدم.. قدمتها على بودكاست ساندوتش ورقي بنفس العنوان: الرجل عاطفي والمرأة عقلانية).
بعد أن كتبت عما هو شائع، سأكتب لك الآن عن رأيي في الموضوع بتفصيل.
المشاعر هي موضوع تجربتنا كأرواح على الأرض، ولا يوجد انسان لا يشعر بطبيعته، ومن يدعي بأنه لا يشعر، هو منفصل عن ذاته أو واهم أو كاذب.
من القوة أن تشعر، ومن الحكمة أن تعرف كيف تتصرف مع كل شعور، فالمشاعر عابرة، وتصرفاتنا هي ما يحكم نتائج ما نعيش.
الرجل المتزن يتعامل بعقله وقلبه، كلاهما جناحان لروحه التي جاءت لتتطور وهما من أدواتها.
ولأنه متزن فهو يعطي كل جزء من حياته مساحة لأن يتعلم عنه، ويختار احتياجاته وفقًا لمعرفته المتطورة عن نفسه.
هو لا يتهرب من مسؤولياته، ومشاعره من ضمنها، بل ومن أولوياته.
مشاعره تقوده لمواجهته لذاته، وهذه علامة قوة وشجاعة ووعي بما يعيشه، وثمارها هو أنه يكون دائمًا في طريق يطوره، ويوصله لعيش الحياة التي يريد.
حسنًا، أعرف بأنك تردد الآن: كتبتِ عن وصفه، فكيف أعرفه؟ هل أتصف بصفاته؟
الحقيقة أننا أحيانًا نبحث عن شيء يكون عندنا دون أن نعلم، وأحيانًا نحتاج فعلًا للبحث أو التأكد لنصل إليه، ما يساعدنا على معرفة في أي موقف نحن من الحياة، هو مراجعتنا للعلامات التي (قد) تدلنا أو تؤكد لنا ما نريد التحقق منه.
كتبت (قد) لأن هذه العلامات تُفهم حسب عقلية ومرحلة كل فرد، وقد تتغير، كما أنها ليست محدودة بما أكتبه.
التالي من علامات الرجل القوي مشاعريًا هو كتابتي لبعض ما لاحظته وقرأته وفهمته من مجريات الحياة، وتفكري فيها.
إليك أخيرًا ما أتيت لتقرأه:
-الرجل القوي/ الناضج مشاعريًا: يواجه الحوارات المحادثات المزعجة، التي تدور حول المشكلات (بقصد حلها)، دون تهرب أو تخوف من تحولها لصراع وخصام. هو يواجه الموجود ويفهمه ويتفهمه ويبحث عن حل أو حياد، حتى يتخذ موقفًا يدعم المشكلة ويطفئها من جذورها، أو يصل لحل وسطي لا يعيد فتحها مجددًا وبتكرار.
-الرجل القوي/ الناضج مشاعريًا: تشعر المرأة معه بالأمان عندما تتحدث عن مشاعرها مغه، سواء كانت مرتفعة أو منخفضة. فهو لا يتفه حديثها ولا يشعرها بأنها مقصرة أو مخطئة، ولا يجعل من نفسه الأكثر فهمًا أمامها. هو ببساطة ينصت لها ويحتويها، يدعمها بما تحتاجه، قد يكون بوقته وهو يستمع، أو نصيحته لو طلبتها أو عرضها عليها بموافقتها.
-الرجل القوي/ الناضج مشاعريًا: لا تشعر المرأة معه بأن عليها أن تحزر ردة فعله التي ترهبها، أو تشعر بأنها تمشي على أطراف أصابعها في تعاملاتها معه كي لا تزعجه بكونها امرأة! هي تعيش طبيعتها، كما هي، وهو متقبل للاختلافات بينهما، دون الحكم عليها، أو تجريم طبيعتها، أو محاولات جرها وراءه أو لتصبح مثله.
-الرجل القوي/ الناضج مشاعريًا: مرحب بالتواصل الواضح، ويقدم الاحتواء والتطمين، ومن معه يشعر بذلك، ولا يتردد في طلبه عند حاجته. طبعً دعمه الواضح يكون متزنًا وصادقًا، وليس على حساب نفسه. فهو لا يستنزف نفسه، وإن حصل، يعود للتوازن وقتما ينتبه لذلك.
-الرجل القوي/ الناضج مشاعريًا: لا يشعر المرأة بأنها مدينة له بسبب ما قدمه لها من معروف وطيبة وجمائل، هو كريم ومعطاء بطبعه (باتزان أيضًا). يقدم ما عنده كرجل يقوم بدوره ومسؤولياته، وعطاءه الإضافي بطيب نفس وعن طيب خاطر، فهو لا يشغل الآلة الحاسبة ويعد النقاط لمن يحب.
-الرجل القوي/ الناضج مشاعريًا: يأخذ مساحته التي يحتاج، عندما يحتاج، ويعلن عن حاجته تلك بأسلوب محترم واضح، ويعود ليكمل الأمر أو ليحل المشكلة التي أخذ مساحة بعيدًا عنها -عندما يستعد ويصبح بوضع يناسبه للتفاعل فيها-، فهو لا يهرب أو يتهرب، بل يواجه حسب استعداده ووقته وطاقته وفهمه للأمر بحكمة.
-الرجل القوي/ الناضج مشاعريًا: يبحث عن الطرق والأساليب والأدوات التي تدعم تقدمه وتطور حياته وذاته، ويطبق ذلك على نفسه، ويزن الأمور والعلاقات بحكمة وانصاف، فلا يظلم نفسه أو غيره، بل يرتقي ويرفع معه من يريد،ويسمح لمن لا يريد باختياراته التي اختار.
ملاحظة: كتبت المرأة تحديدًا فيما سبق، مع أن ذلك يشمل الجميع، المرأة والرجل والطفل، لكن المرأة هي أكثر من يتحدث عن مشاعره عادة وبوضوح.
هذه أبرز العلامات التي أعتقد بها، وهي قابلة للإضافة والتوضيح والتطوير.
هل لاحظت أي منها فيك؟ يمكنك أن تسأل المقربين منك لمساعدتك على التأكد، أو التأكيد.
كم علامة عندك؟
وما هي خططك لتملكها كلها وأفضل؟
أنوي بصدق أن تكون كلها وأفضل، عند كل رجل في عالمي.