منذ الطفولة، سمعنا عبارة: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وقد كان الغرض منها استغلال الوقت وإدارته، لكن الهروب منه أو به هو ما كان اختيار الكثير من البشر! ربما لأنها مخيفة بعض الشيء.
بغض النظر عن الآراء المختلفة عن موضوع (الوقت) وذلك من اختلاف البشر وطبيعتهم، لكنهم بلا شك يجمعون (كلهم) على أنه عنصر من عناصر حياتنا، يهمنا في ترتيبها وتقليل الفوضى فيها، لكن اختلاف الفلسفات في شأنه، أمر مثير للفضول.
قيل بأن الوقت وهم، وتم تقليل قيمته في شؤون كثيرة بناء على هذه القناعة، فصارت حياة من اقتنع بذلك مرنة أكثر، مع أنها تخالف بشدة ما يعتبره معظم الناس بالحقيقة، وبالمقابل نشأ جيل كبير يؤمنون بأنه كالسيف، فباتوا يهربون من حدة نصله بالسعي لملاحقة عقارب ساعاته في سباق محموم ليصلوا قبله، لكن دون جدوى، وهناك من تجاهل المؤشرات التي ربطت به، فاختار التهرب منها بحيل تنكر وجوده كصبغ الشعر ومحاربة بصمات الوقت على الوجوه والتي تمثلت في التجاعيد مثلاً، وهنا تم ربطه بالعمر، وعداد العيش في هذه الحياة.
قد تكون انتبهت عزيزي القاريء لأنه أعطي أهمية في بعض الأحيان بشكل جعل الحياة صعبة، أو تم نسيان وجوده تماماً فصار من أهمله يعض أصابعه ندماً على ما فاته، ويضيع المزيد من الوقت بعد ذلك بياليت، وماذا لو؟
لكن ماذا لو كان الوقت لعبة فعلاً، أو تعاملنا معه بهذه الطريقة؟
كيف ستكون الحياة عندما نحدد وقتاً للإنجاز ونعيش معها في لعبة سباق للإنتاج، لكن ليس لأن حياتنا ستنتهي إن لم ننه هذا العمل، بل لأن وقت اللعبة سينتهي، وعلينا أن نبدأ بعدها لعبة أخرى!
كيف لو أننا نختار بترتيب يناسبنا وقتاً آخر ليكون للتسلية وحسب، ليكون لنا بعده وقت للجد والعمل، فنوازن بين لعبنا الحماسي للإنتاج، واللعب لأجل المتعة فقط؟
أظن بأن لعبة التأرجح بين العمل والمتعة لعبة اتزان، تكون بها الحياة سعيدة وفريدة.
هل تحب أن تجربها؟