عنوان مثير، قد ينكره البعض وقد يعتبره البعض مبالغة، أو مشكلة نفسية تستلزم استشارة طبيب أو مختص!
هذه الجملة التي قد يراها البعض اضطرابًا، يعيش بها معظم الناس حولنا، وقد نكون منهم!
تفكر في أسلوب تعاملك مع ذاتك، هل هو أسلوب رحيم لطيف، أم أنك تتفنن في تأنيبها وجلدها عند أقل خطأ وأتفه موقف؟
أليس هذا بتعذيب؟
معظم البشر يعيشون بداية حياتهم مع شخص حولهم اعتاد على التذمر من أفعالهم، وربما تكون مهمته أن يوجه النقد اللاذع أو التوبيخ المستمر.
المضحك المبكي في أحوال هؤلاء البشر، هو أنهم ورغم تحررهم من قيود ذلك الشخص، ألزموا أنفسهم بأن يعيشوا نفس ذلك الدور لأنفسهم! فيستمرون بنقد الذات بنفس الأسلوب، والتوبيخ بنفس الكلمات تمامًا!
لو انتبهت عزيزي القاريء للصوت الذي ينتقدك بشدة، أو يستهزيء بك، ستجد بأنه صوت نفس الشخص الذي كان سابقًا يقول لك ما تقوله أنت الآن لنفسك!
هذه ليست مقالة تدعوك لتسترجع آلامك أو تلوم من سمعت صوته أو تذكرت كلماته في رأسك، كما أنها ليست دعوة للتسامح والمسامحة!
هي ببساطة تنبيه لك لتعي بالأصوات التي تعيقك بداخلك، فتنتبه لها وتختار أن توقفها بعد أن تعرف مصدرها، وبأنها ماضٍ انتهى، ولم يعد يؤثر فيك إلا عندما تسمح له بذلك!
تظل هذه الأصوات مجرد أفكار، والأفكار ليست أنت ولا تعتبر هويتك، حتى لو كانت تلك هي قناعتك! فترفق بحالك.
قد تستطيع أن تسكت هذه الأصوات وتقنع نفسك بعدم جدواها وبكم إعاقتها لك، ببساطة، وربما تحتاج على الأغلب أن تبحث وتعلم نفسك عن الموضوع، وفي حالات قد تحتاج لمساعدة من سبقوك في ذلك، أو مختص تثق فيه. في كل الأحوال كن لنفسك الصديق اللطيف، وعامل ذاتك كما تعامل ذلك الطفل البريء الذي تحبه وتعتني به.