قد يكون العنوان ملفتًا، وقد تحمل اتجاهه اعتراضًا علسه، وربما تتفق معه!
هل يمكن للحياة أن تكون بلا علاقات، خاصة لو كان من يطلب ذلك اكتوى بنار علاقاته؟
اعتاد الناس مؤخرًا على اطلاق مصطلح (علاقة) لنوع واحد من العلاقات، وهو علاقة الرجل بالمرأة أو ما يسمونها بعلاقة الحب، متجاهلين بذلك بقية علاقاتهم في الحياة، وهذا ما سبب تركيزهم على شيء واحد وبالتالي تخلخل بقية الجوانب في حيواتهم، أو بالسعي للبحث عن علاقة واجدة، واهمال ما حولها من علاقات.
علاقات الحب بدأت مع البشر، ولم ولن تتوقف، لكنها تظل جزءًا من العلاقات الإنسانية، وليست كلها.
حياة الانسان كلها علاقات، فالعلاقة هي التواصل والتفاعل بين طرفين، ابتداءً من علاقة الانسان بنفسه، وهي أولى وأهم العلاقات التي عليه أن يفهمها، حتى تنطلق منها العلاقات الأخرى التي سيعيشها في حياته، كعلاقته بخالقه، وبأسرته المكونة من والديه وإخوته أو من يقوم مقامهم، ثم الجيران والمدرسة بمن فيها من زملاء ومعلمين والأصدقاء لاحقًأ.
تمتد هذه التفرعات لشجرة علاقات الانسان طالما يعيش، وتقوى جذورها بقوة علاقته بذاته وتوازنها، ويتقوى ساقها بعلاقاته المقربة التي تضيف له ويضيف لها، وتمتد فروعها وتتعدد بحسب نشاطاته واهتمامه بها، فتكتمل شجرة علاقاته التي تتغذى من الجذور وترسخ بساقها، وتتنوع بأغصانها وأوراقها. علاقات الحب والغرام جزء من هذه الشجرة وليست كلها، قد تكون قصة حبك وعلاقتك فيها من ساق شجرة حياتك، وعصبًا مهمًا فيها، إذا ما كنت حريصًا على جعلها كذلك، وربما قد تكون -وعلى الأغلب- أحد أغصان شجرتك!
كيف ترى علاقاتك في شجرتك الحالية؟
وما هو حجمها؟
هل تعتني بها؟
كيف تصنفها؟
هل تهتم بوجودها من الأساس؟ وما هي تبعات ذلك؟
وكيف تريدها أن تكون مستقبلًا؟
ما هي خططك لترعاها؟
ش
هذه الأسئلة وغيرها تحتاج منك لإجابات حتى تكون في حياة متوازنة، تحبها.. فالحياة علاقات.