نشأنا في مجتمع ظن أن المادة هي الحياة، وتعامل على هذا الأساس في كل شيء، حتى الشعور!
ليس هذا لأنه أراد ذلك، بل لأنه لا يعلم! أي أن السبب في هذا التخلف المشاعري هو الجهالة بها.
كل والدين في مجتمعنا، في هذا الجيل ومن سبقوه، قدموا أفضل ما عندهم، وبذلوا كل ما يعرفونه، وما يظنون بأنه الصحيح والمناسب، وبالطبع ليس هذا صحيحًا دائمًا، لكنهم يغرفون مما في أوانيهم وبكل حب.
من الجميل أن البركات التي يعيشها هذا الجيل تمتد وتتسع، والمعرفة قائد يكبر مع الزمان بجوار بني الانسان. هذا يضع على جيلنا والأجيال التالية مهمة التغيير بتغير المعطيات، والتعامل بطرق جديدة غير موروثة تتناسب مع ما يتعلمه في حاضره ويربطه بماضيه، ليبني مستقبلًا يليق به، ويمهد الطريق -لو بخطوة- لمن سيلحق به.
طريق المشاعر مظلم لأن سالكيه قلائل، لكن هذا الجيل سيحمل أنوار جرأته وشغفه لعيش حياة أفضل، ويشعل مشاعل دربه، ليساعد من خلفه ليمر فيه.
طريق المشاعر ليس بسهل، لكنه ليس بالمستحيل، هو من طبيعتنا كبشر، وهو من أكبر أهداف تجربنا الأرضية. نبذل كل شيء لمن نحب، ونهرب من كل شيء لو كنا نخاف! نتعب لأجل أهدافنا ونظن بأن المحفز هو الهدف نفسه، لكن الشعور الذي يرافق الوصول هو ما نبحث عنه تحديدًا، لذلك يخيب أمل البعض عندما يحصلون على أهدافهم دون مشاعر كانوا يرجونها معه.
مهمتك لأجلك أن تستكشف عالم المشاعر، وتعرف وجودها، وقبل ذلك عليك أن تعترف بأهميتها وعملها في حياتك، وخطوتك الأولى عمليًا أن تعبر عنها عندما تجدها لنفسك أولًا بحوارك مع ذاتك بوضوح وصدق وحب، صوتًا أو كتابة، ثم ثانيًا -لمن تثق به- ليساندك في سيرك في طريقك الجديد، الذي يحتاج لرفقة محبة داعمة.. ستظهر لك خلال سيرك فيه، فلا تقلق ولا تتعجل.
ابدأ.. وعبّر..