من الملاحظ بأن العادات اليومية للبشر تغيرت مع الزمن، وصار من العادي أو المهم أن يعيش أحدهم طقساً معيناً في كل يوم، قد يكون طقساً مرتبطاً بالصباح -للصحصحة كما يقال- كشرب كوب القهوة من محله المفضل! أو وقت العائلة اليومي على وجبة ما، رغم انشغال البعض أو تخطيه لذلك.
اعتادت الأسر العربية الاجتماع في وقت العائلة على فنجان قهوة سوداء، أو ابريق الشاي، ولكن القهوة العربية هي من تصدرت الساحة، على الأقل في مجتمعنا السعودي والخليج، فهل هذه العادة من الواجبات أم أن هناك ما يدعم استمرارها؟
معظم الناس يظنون بأن هذا الطقس أو ذاك من العادات والتقاليد، لكن هناك عمق أكبر لما يجري هنا، وهناك سبب أعظم يجعل من يتمسك بعادة ما، يتمسك بها وبقوة!
إنها المشاعر!
يرتبط كل أمر معتاد ومفضل بشعور ما، فشعور كوب القهوة في وقت معين لا يضاهيه شعور، وشرب نفس نوع القهوة من محل آخر، أو في وقت لا يناسب عاشقها، قد لا يكون أمراً مرغوباً.
جلسة عائلية في ليالي الشتاء حول دفء اللمة ودلة القهوة، ارتبطت عند كل من عاش ذلك الجو بالقهوة العربية، وصار شعور ما، كالفرح مثلاً، أو الراحة هو المطلب في كل مرة عند صنع القهوة، وبدون وعي لهذا السر غالباً، فجلسة مع القهوة ستستدعي تلك المشاعر، لا طعمها فحسب، كما أن رائحتها توقظ عالماً لا يوقظه غيرها بالعادة!
ما الذي يعنيه لك كوب القهوة؟ هل هو فعلاً مجرد منبه؟! أم أنك تحب طعمها المر؟
ما مشاعرك تجاه وقت جلستك مع كوبك؟ وما الظروف التي تحب تهيأتها لوقت القهوة؟
استكشف نفسك!